قصيدة لشاعر العراق عبد الرزاق عبد الواحد
اعجبتني فاحببت ان اقدمها لكم
من لي ببغداد
دَمـعٌ لِبَغـداد .. دَمـعٌ بالمَلاييـن ِ
........................ مَن لي بِبَغـداد أبكيهـا وتَبكينـي ؟
مَن لي ببغداد ؟.. روحي بَعدَها يَبِسَتْ
........................ وَصَوَّحَتْ بَعدَهـا أبْهـى سَنادينـي
عُدْ بي إلَيها.. فَقيرٌ بَعدَهـا وَجَعـي
........................ فَقيرَة ٌأحرُفي .. خُـرْسٌ دَواوينـي
قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِذَتـي
........................ وَعَشَّشَ الحُزنُ حتى فـي رَوازينـي
والشِّعرُ بغداد ، والأوجـاعُ أجمَعُهـا
........................ فانظُرْ بأيِّ سِهام ِالمَوتِ تَرمينـي ؟!
*************
عُدْ بـي لِبغـداد أبكيهـا وتَبكينـي
........................ دَمـعٌ لِبَغـداد.. دَمـعٌ بالمَلاييـن ِ
عُدْ بي إلى الكَرخ..أهلي كلُّهُم ذ ُبحُوا
........................ فيها.. سَأزحَفُ مَقطوع َالشَّراييـن ِ
حتى أمُرَّ على الجسرَين..أركضُ في
........................ صَوبِ الرَّصافَةِ ما بَيـنَ الدَّرابيـن ِ
أصيحُ : أهلي...وأهلي كلُّهُم جُثَـثٌ
........................ مُبَعثَـرٌ لََحمُهـا بيـنَ السَّكاكيـن ِ
خُذني إليهِم ... إلى أدمى مَقابرِهِـم
........................ لِلأعظَميَّـةِ.. يا مَـوتَ الرَّياحيـن
ِوَقِفْ على سورِها،واصرَخْ بألفِ فَم ٍ
........................ يا رَبَّة َالسُّور.. يا أ ُمَّ المَساجيـن ِ
كَم فيكِ مِن قَمَـرٍ غالُـوا أهِلَّتَـهُ ؟
........................ كَم نَجمَةٍ فيكِ تَبكي الآنَ في الطِّينِ؟
وَجُزْ إلى الفَضل ِ..لِلصَّدريَّةِ النُّحِرَتْ
........................ لِحارَةِ العَدل ِ ...يا سُوحَ القرابيـن ِِ
كَم مَسجِدٍ فيكِ .. كَـم دارٍ مُهَدَّمَـةٍ
........................ وَكَم ذ َبيح ٍ عليها غَيـرِ مَدفُـونِ؟
تَناهَشَتْ لحمَهُ الغربانُ ، واحتَرَبَـتْ
........................ غَرثى الكِـلابِ عليـهِ والجَراذيـن ِ
يا أ ُمَّ هارون مـا مَـرَّتْ مصيبَتُنـا
........................ بِـأ ُمَّـةٍ قَبلَنـا يـا أ ُمَّ هـارون ِ!
********
أجري دموعا ًوَكِبْـري لا يُجارينـي
........................ كيفَ البُكا يا أخا سَبْع ٍوَسَبعيـن ِ؟!
وأنـتَ تَعـرفُ أنَّ الدَّمـعَ تَذرفُـهُ
........................ دَمعُ المُروءَةِ لا دَمـعَ المَساكيـن ِ!
دَمعٌ لِفَلُّوجَـةِ الأبطال.. مـا حَمَلَـتْ
........................ مَدينَة ٌمِـن صِفـاتٍ ، أو عَناويـن ِ
لِلكِبرياءِ..لأفعـال ِالـرِّجـال ِبِـهـا
........................ إلى الرَّمـادي .. هَنيئـا ًلِلمَياميـنِ!
وَمَرحَـبـا ًبِجِـبـاه ٍ لا تُفارِقُـهـا
........................ مَطالِعُ الشَّمس ِفـي أيِّ الأحاييـن ِ
لـم تَـألُ تَجـأرُ دَبَّاباتُهُـم هَلَعـا ً
........................ في أرضِها وهيَ وَطْفاءُ الدَّواويـن ِ
ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شَيبِ نَخوَتِهـا
........................ إلا وَدارَتْ عَلَيهِـم كالطَّواحـيـن !
أولاءِ مَفخَـرَة ُالأنبـارِ .. هَيْبَتُهـا
........................ وَسادَة ُ الكَون ِفـي كـلِّ المَياديـن ِ
واللهِ لَو كلُّ أمريكا تَجيـشُ لَمـا اهـ
........................ ـتَزَّتْ أصابِعهُـم فـوقَ الفَناجيـنِ!
*******
يا دَمعُ واهمِـلْ بِسامَـرَّاء نَسألُهـا
........................ عن أهل ِأطوار.. عن شُمِّ العَرانيـن ِ
لأربَع ٍ أتخَمُوا الغازينَ مِـن دَمِهِـم
........................ يا مَن رأى طاعِنا ًيُسقى بِمَطعـونِ!
يا أ ُختَ تَلَّعفَـرَ القامَـتْ قيامَتُهـا
........................ وأ ُوقِـدَتْ حولَهـا كـلُّ الكَوانيـن ِ
تَقولُ بَرليـن فـي أيَّـام ِسَطوَتِهـا
........................ دارُوا عَلَيهـا كمـا دارُوا بِبرليـن ِ
تَناهَبُوهـا وكانَـتْ قَريَـة ًفَـغَـدَتْ
........................ غُولا ًيُقاتِـلُ فـي أنيـابِ تِنِّيـن ِ!
وَقِفْ على نَينَوى.. أ ُسطورَة ٌبِفَمـي
........................ تَبقـى حُروفُـكِ يـا أ ٌمَّ البَراكيـن ِ
يا أ ُختَ آشور..تَبقى مِـن مَجَرَّتِـهِ
........................ مَهابَة ٌمنكِ حتـى اليَـوم تَسبينـي
تَبقـى بَوارِقُـه ُ، تَبقـى فَيالِـقُـه ُ
........................ تَبقـى بَيارِقُـهُ زُهْـرَ التَّـلاويـن ِ
خَفَّاقَة ًفـي حَنايـا وارِثـي دَمِـه ِ
........................ يُحلِّقُـونَ بهـا مثـلَ الشَّواهيـن ِ
بِها ، وَكِبْرُ العراقيِّيـن فـي دَمِهِـم
........................ تَداوَلُوا أربَعـا ًجَيـشَ الشَّياطيـن ِ
فَرَكَّعُـوه ُعلـى أعتـابِ بَلدَتِـهـم
........................ وَرَكَّعُـوا مَعَـهُ كـلَّ الصَّهاييـن ِ!
*******
يا باسِقـاتِ ديالـى..أيُّ مَجـزَرَة ٍ
........................ جَذ َّتْ عروقَكِ يا زُهْـرَ البَساتيـن ِ؟
في كلِّ يَوم ٍ لَهُم في أرضِكِ الطُّعِنَـتْ
........................ بالغَدرِ خِطَّة ُ أمْن ٍ غَيـرِ مأمـون ِ
تَجيشُ أرتالُهُم فوقَ الـدّروع ِبِهـا
........................ فَتَترُكُ السُّوحَ مَـلأى بالمَطاعيـن ِ
وأنتِ صامِـدَة ٌتَستَصرِخيـنَ لَهُـم
........................ مَوجَ الدِّماءِ على مَـوج ِالثَّعابيـن ِ
وكلَّمـا غَرِقـوا قامَـتْ قيامَتُـهُـم
........................ فَأعلَنُوا خطَّـة ً أ ُخرى بِقانـون ِ!
******
يا أطهَرَالأرض.. يا قدِّيسَـة َالطِّيـن ِ
........................ يا كَربَلا.. يا رياضَ الحُورِ والعِيـن ِ
يا مَرقَدَ السَّيِّدِ المَعصوم.. يـا ألَقـا ً
........................ مِن الشَّهادَةِ يَحمـي كـلَّ مِسكيـن ِ
مُدِّي ظِلالَكِ لِلإنسـان ِفـي وَطَنـي
........................ وَحَيثُمـا ارتَعَشَـتْ أقدامُـهُ كُونـي
كُوني ثَباتَا ً لـهُ فـي لَيـل ِمِحنَتِـهِ
........................ حتى يوَحِّـدَ بيـنَ العقـل ِوالدِّيـن ِ
حتى يَكونَ ضَميرا ًناصِعا ً ، وَيَـدا ً
........................ تَمتَـدُّ لِلخَيـرِ لا تَمتـدُّ لِـلـدُّون ِ
مَحروسَة ٌبالحُسَين ِالأرضُ في وَطني
........................ وأهلُها فـي مَـلاذٍ منـهُ مَيمـون ِ
ما دامَ في كَربَلا صَوتٌ يَصيحُ بِهـا
........................ إنَّ الحُسيـنَ وَلِــيٌّ لِلمَساكـيـن ِ
*******
يا جُرحَ بَغداد .. تَدري أنَّنـي تَعِـبٌ
........................ وأ نتَ نَصلٌ بِقلبـي جِـدُّ مَسنُـون ِ
عُدْ بي إليها ، وَحَدِّثْ عن مروءَتِهـا
........................ ولا تُحاولْ على الأوجـاع ِتَطمينـي
خُذ ْني إلى كـلِّ دارٍ هُدِّمَـتْ ، وَدَم ٍ
........................ فيها جَـرى ، وَفَـم ٍحـرٍّ يُنادينـي
يَصيحُ بي أيُّها الباكي علـى دَمِنـا
........................ أوصِلْ صَداكَ إلى هـذي المَلاييـن ِ
وقُلْ لَها لَمْلِمـي قَتـلاكِ واتَّحِـدي
........................ على دِماكِ اتِّحادَ السِّيـن ِوالشِّيـن ِ
مِن يَوم ِكانَ العِراقُ الحُـرُّ يَغمُرُهُـم
........................ حُبَّا ً إلى أن أتى مَوجُ الشَّعانيـن ِ!
******
دَمـعٌ لِبَغـداد .. دَمـعٌ بالمَلاييـن ِ
........................ دَمعٌ على البُعدِ يَشجيها وَيَشجيني