من هم العثمانيون ؟
أصل العثمانيين هو من القبائل التركية, والذين أقاموا في بداية القرن الرابع عشر إمبراطورية عظيمة، والتي سيطرت على مساحات واسعة جدًا . جاء اسم العثمانيين نسبة إلى مؤسس الإمبراطورية: الأمير عثمان ( 1258- 1324). تميزت بداية الفترة الأولى من الحكم العثماني بغزوات واحتلال مساحات شاسعة . وفي أوجها احتلال الإمبراطورية العثمانية من العراق في الشرق وحتى فينا في الغرب وشمال أفريقيا من الجنوب. وفي ظل الحكم العثماني بدأ عهد جديد في الحضارة الأسلامية, حيث تحوّلت مدينة القسطنطينية إلى مركز ثقافي وحضاري في مجال العمران والفنون حتى منتصف القرن السابع عشر, حيث كان سلاطين الإمبراطورية العثمانية متشجعين ومتحمسين للعمارة والفنون. وقد عمل في بلاط قصورهم أفضل الفنانين في ذلك العهد إلا أن تدهور الإمبراطورية العثمانية بدأ في القرن السادس عشر. وذلك بسبب ضعف السلطة المركزية وانتشار الرشاوى والتي ميزت النظام. كانت نهاية الإمبراطورية العثمانية في عام 1922, حين تم عزل آخر السلاطين العثمانيين وإقامة دولة تركيا الحديثة.
بصمات في البلاد.
في عام 1516 احتل العثمانيون مدينة القدس. حكم العثمانيون في البلاد كان الأطول على مر العصور حيث امتد إلى 400 سنة. بداية العهد العثماني امتاز بظاهرة البناء والتطور في مختلف أنحاء البلاد وفي القدس. ولكن بعد فترة زمنية طويلة بدأ تدهور السلطة المركزية, وثانية تم إهمال البلاد. بالنسبة لأسوار البلدة القديمة والتي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا, تم إصلاحها وترميمها طيلة خمس سنوات ( 1536 – 1541 ) على يد السلطان العثماني العظيم " سليمان القانوني " .كان نهاية حكم العثمانيين في البلاد في عام 1917 حين تم احتلالها على يد بريطانيا.
ما الذي يميز الفن العثماني ؟
مر الفن العثماني في فترات وأنواع مختلفة, والتي تطورت مع السنين. في بداية طريقها تأثرت الفنون العثمانية خاصة بالتقاليد الصينية والفارسية وفي القرن السادس عشر تطور لون زخرفي جديد تم التعبير عنه برسومات للأزهار بأسلوب واقعي طبيعي . وبسرعة تحول هذا الاسلوب إلى الطابع المميز والأكثر أهمية في الفن العثماني. هذه النماذج تشاهد بكثرة على الأدوات والنسيج والسجاد والتي أنتجت في القرن السادس عشر, والذي يعتبر " العصر الذهبي " للفن العثماني, وفي نهاية القرن الثامن عشر تطور فيها أسلوب فني جديد عرف باسم " الركوكو التركي".
الأدوات الخزفية العثمانية تم إنتاجها في مدينة أزنيق, والتي كانت مركز صناعة الخزف العثماني ومقر ال**انع السلطانية. ازدهرت في هذه الفترة الخزفيات ذات اللون الأزرق والأبيض, حيث جعلت الزخارف باللون الأزرق الفيروزي على خلفية بيضاء . بإلاضافة إلى الأزرق الفيروزي استعملت ألوان أخرى مثل الأرجواني والأخضر وزخرفت بأوراق الشجر وزهور الخزامى والقرنفل والورود والسوسن والرمان واللوثر والسحب التجريدية والعربسك
في النصف الثاني من القرن السابع عشر بدأ الركود في صناعة الخزف العثماني. وبعد أن أفل نجم أزنبق أخذت مدينة كوتاهية في القرنين السابع عشر والثامن عشر تكثف من نشاطها وتضاعف من إنتاجها لتلبي احتياجات السوق. الكثير من الفنانين الأرمن الذين عملوا في كوتاهية فروا منها إلى سوريا وبلادنا. بعضهم استقر في القدس وأسسوا فيها مشاغل للخزف العثماني والذي كان رائجًا جدًا في أوروبا وكان يعتبر قطعًا فنية وليس أدوات للاستعمال اليومي .
امتاز العثمانيون أيضا في مجال التصوير. الرسم العثماني وصف الثقافة والحضارة وطريقة الحياة السلطانية: مثل معالجة الموضوعات المعاصرة أو وصف الأحداث الآنيّة في بلاط السلطان كتصوير حياة السلطان بما فيها حروبه وانتصاراته والمظاهر الاحتفالية. يعكس التصوير العثماني بشكل عام جبروت السلاطين الأتراك وحكمهم المطلق.