الاستعداد للالعاب الاولمبية في الصين

مليار دولار حجم الاستثمارات التي جذبتها مدينتا بكين وشنغهاي الاستعداد للالعاب الاولمبية في الصين Realestate.417855

براكريتا غوبتا: «الشرق الاوسط»
في الوقت الذي تستعد فيه الصين لاستضافة الدورة الاولمبية التاسعة والعشرين في شهر أغسطس (آب) من العام المقبل، والمعرض العالمي بعدها بعامين، يشهد سوق العقارات فيها نشاطا لم يسبق له مثيل.
فطبقا للاحصائيات من وزارة التجارة الصينية تلقت الصين استثمارات اجنبية في الربع الاخير من العام الماضي بلغت 1.48 مليار دولار في مجال العقارات، واصبحت بكين وشنغهاي من بين اكبر 12 سوقا للعقارات في عام 2006.
وقد تسببت الاحداث المتوقعة في زيادة كبيرة في قيمة العقارات في المدينتين وهما تستعدان للمستقبل. واشار تقرير لـ «سي بي ريتشارد اليس» ان بكين جذبت استثمارات قيمتها 29.8 مليار يوان (3.8 مليار دولار) في مجال العقارات المكتبية في العام الماضي مقارنة بـ 16.7 مليار يوان في عام 2005. بينما بلغت الاستثمارات في شنغهاي 22.6 مليار ديوان (2.9 مليار دولار) بزيادة قدرها 3.2 في المائة عن السنة السابقة.
وذكر بنك الشعب الصيني في تقرير له ان الاستثمارات الاجنبية تركز بصفة رئيسية على شراء الفلل والشقق الفاخرة والمباني التجارية وتلك المخصصة للمكاتب القريبة من المنطقة الاولمبية التي تم تحديثها بالكامل بإنشاء طرق جديدة وشبكة سكك حديدية، ومحطات حافلات ومطارات.
كما تشهد بكين العاصمة التي يسكنها 14 مليون نسمة عملية تجديد، فقد تم هدم ما يقرب من 300 الف منزل لإفساح مكان لـ 36 استادا و 59 مركزا للتدريب ومركز للمؤتمرات والقرية الاولمبية والحديقة الاولمبية المائية ومركز ووكسونغ الثقافي والرياضي ومسرح ضخم على شكل بيضة من تصميم فرنسي في وسط المدينة.
واشار ازونا ماهندران رئيس Research Asia Pacificcredit Suisse معلقا على تأثير الدورة الاولمبية في العام المقبل بقوله: «تواجه المدن الاولمبية نشاطا اقتصاديا قبل بداية الدورة. وتنفق الصين رسميا حوالي 40 مليار جنيه استرليني على الدورة الاولمبية (78 مليار دولار). ومما لا شك فيه ان الالعاب الاولمبية ستضيف المزيد لقطاع السياحة الصيني حيث من المتوقع تدفق 7 ملايين شخص على الصين خلال الدورة.
وبحلول العام المقبل سيصل عدد الفنادق في المدينة الى ما يقرب من 800 فندق بالمقارنة بـ 600 فندق حاليا، وتشمل 37 فندقا خمسة نجوم و 83 فندقا 4 نجوم واكثر من نصف مليون سرير في 4 آلاف فندق صغير ودور ضيافة ومنتجعات غير مصنفة. وتتوقع هيئة السياحة الصينية ازدهار قطاع السياحة في العام الحالي. ومن المتوقع تحقيق دخل قياسي يصل الى تريليون يوان. كما من المتوقع زيارة 129 مليون اجنبي للصين في العام الحالي، بزيادة قدرها 5 ملايين شخص عن العام الماضي.
وفيما يتعلق بالآراء التي عبر عنها محلل في RNCOS وهي واحدة من مؤسسات ابحاث السوق فإن تدفق السياح سيستمر حتى بعد انتهاء الدورة لان بعض الاستادات ستصبح نقاط جذب بسبب تصميماتها مثل الاستاد الاولمبي الذي اطلق عليه اسم «عش الطيور» والاستاد الوطني للالعاب المائية المعروف باسم «مربع الماء».
واوضح صن في، الاقتصادي في «يو اس غلوبال لينك سيكيوريتيز»، انه في عام 2001 عندما فازت بكين بحق استضافة الدور الاولمبية ارتفعت اسعار العقارات بنسبة 40 في المائة على الفور تقريبا. ومع الانتهاء من البنية الاساسية للطرق والمواصلات وتحسين البيئة التجارية والشكلية للعاصمة، فإن اسعار العقارات ستستمر في الارتفاع.
وفي العام الماضي تعدت شنغهاي بكين لتصبح اغلى سوق للاسكان في الصين، عندما ارتفع سعر المتر المربع بنسبة تزيد على 29 في المائة. وناطحة سحاب «غلوبال فاينانشيال سنتر» في شنغهاي، التي ستصبح اعلى ناطحة سحاب في العالم تقف الى جوار ناطحة سحاب «ينماو» (هي في الوقت الراهن اعلى ناطحة صحاب في الصين وثالث اعلى ناطحة سحاب في العالم) هي مقياس لنجاح قطاع العقارات في شنغهاي. وهناك ناطحة سحاب اخرى هي «جين ماو» التي يصل ارتفاعها الى 101 طابق.
وذكر تقرير «جونز لانغ لاسالي» ان المدينتين (بكين وشنغهاي) ستحتاجان الى مزيد من المساحة لمواجهة الطلب المتزايد على المكاتب. ومعظم الطلب ناتج عن تدفق الشركات الاجنبية على شنغهاي، التي اصبحت موقع الاختيار بالنسبة للشركات الاجنبية التي تريد العمل في الصين، بالاضافة الى أن العديد من الشركات الاجنبية العاملة في شنغهاي منذ فترة طويلة توسع نشاطها للاستفادة من الفرص المتاحة الناجمة عن فتح مزيد من مجالات السوق الصيني امام الشركات الاجنبية بعد انضمام الصين الى منظمة التجارة العالمية.
ويوجد في شنغهاي في الوقت الراهن 52 مشروعا معماريا اساسيا، بما في ذلك موقع «وورلد اكسبو» (WORLD EXPO)، وشبكة المترو ومواقع الاولمبياد الخاصة. وتشير التوقعات الى انه عندما تستضيف شنغهاي «وورلد اكسبو» عام 2010 فسيزور المدينة ما يقرب من 70 مليون نسمة من جميع انحاء العالم.
ويتوقع المقاولون والسماسرة زيادة الطلب ليس فقط على مواقع المكاتب الفاخرة، ولكن ايضا على الفنادق والشقق السكنية والمحلات التجارية، وبمعدلات اكبر واسرع مع اقتراب «وورلد اكسبو»، وفي الوقت ذاته تزداد استثمارات الشركات الاجنبية في القطاع العقاري، فقد اشترى مصرف «ماكوير بانك» الاسترالي «ماو تاور» بسعر 98 مليون دولار. بينما دفع مصرف «غولدمان ساكس» الاميركي 107.6 مليون دولار لشراء برج «بيدمكو» الذي يصل ارتفاعه الى 24 طابقا في شنغهاي.
ويشير تقرير «اسيا ـ باسيفيك ماركت» الى ان سوق العقارات المكتبية في شنغهاي بدأ في النمو، وهناك طريق طويل قبل تحقيق الاكتفاء. ومعدل النمو الاقتصادي في شنغهاي حقق ارقاما مزدوجة للسنة الثالثة عشر على التوالي.
وقد حذر الاقتصاديون في الاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية من انه اذا ما فشلت الحكومة في السيطرة على العقارات فيمكن ان تعاني الصين من انهيار اقتصادي مثل ذلك الذي تعرضت خلاله اليابان الى فترة ركود استمرت نحو عشر سنوات في التسعينات. ولمنع ذلك اتخذت الحكومة الصينية المزيد من الاجراءات المتشددة لتهدئة القطاع واعلنت فرض طريقة قيمة مضافة ابتداء من شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سيدفع مستثمرو العقارات ما بين 30 الى 60 في المائة ضريبة على صافي الارباح.
وقد حذر الخبراء من ان استمرار الزيادة في اسعار العقارات يمكن ان يؤدي الى زيادة العرض وعمليات بيع متسارعة مثلما حدث في سوق طوكيو في عام 1964 ومدينة المكسيك في 1968 ومونتريال في عام 1976 وموسكو في عام 1980 ولوس انجليس في عام 1984 وسيول 1988 وبرشلونة في عام 1992 وسيدني التي استضافت دورة الالعاب الاولمبية عام 2000.
وبالنسبة للقيادات الصينية، فإن الازدهار الذي تشاهده بكين يثير القلق. فأصحاب الدخول المحدودة يشتكون بمرارة متزايدة بخصوص اسعار البيوت. وفي شهر يناير (كانون الثاني) ارتفع مؤشر اسعار العقارات في بكين بنسبة 9.9 في المائة بالمقارنة بنفس الشهر من العام السابق. وهو ثاني اعلى زيادة بين 70 مدينة في العالم. الاستعداد للالعاب الاولمبية في الصين (271)

الاستعداد للالعاب الاولمبية في الصين (271)

الف شكر شوشو

شكرا للمرور حبيبة

حلووووووووووو

يسلمووو يا مبدع

تحياتي لك..