فى ذكراهــــــا
امتلك الآن ضربات قلب متسارعة , و ولهٍ يقذف بالعشق فى كل مكان, مثل مرات كثيرة سبقتها و مرات ,لحظات اشعر بالدفء , و ابتسامة حانية ترمى بى من أقصى العتد إلى كل الغرام. و لكننى أعرف مسبقاً نهاية حادث لطيف. لحظات من التخيل و الترقب, تنتهى بعقل يفضى لى بسره المكين , انه لن يتمكن من مسايرة قلب زائع , فالعقل كثيرٌ رزين..لا أشعر بحزن أو ألم أو وله..فقط أفتقد نفسى فى موضع حنين .
أفتقدها . و أفتقد نظرات الأعين السحرية التى طالما تحدثت عنها. ربما لو جاورتنى اليوم لأفضيت لها بسر العاشق الحائر. أتبين منها إن كنت أنا بالفعل هو أم لا..ربما أدركت هى وحدها , دون أن أبدأ حتى بالكلام. ربما عبرت بى عبر نفسى التى أراها رأىَ سراب بعيد , ربما زودتنى بتلك المعان الغائبة. ربما كانت هى أنا. أو أنا منها و إليها . تعبرنى و أدركها, و لو لم أدرك بالفعل كم أن القرب بيننا لصيق.
الخاطرالفضى , هو أنها ربما تحدثى هى وأنا لا أسمع. فأنا لا أمل لدى فى أن نواصل سوياً الحديث. من أجل هذا لا أنصت أو أسترق سمعاً . و ربما مازالت هى تواصل البوح والحكى. تمتعض و تضحك و أنا لا أدرك. فأنا لم اعتد منها أى الكلام. فمنذ أن رحلت و أنا غارقة فى بحر ظلمات من دون جدران, فلا صدى لصوت و لا للنغم هيام..أدوس بقدمىّ عبر رمال لا أدر إن كانت تعتلى حجراًَ أم لا..؟ خطواتى كذنوب يأست من محيها..فأطلقت لساقى العنان و لم أبال. ربما أخطو أو اهوى , لا يهم..فالسير هنا ليس لبلوغ أى مكان..
عبرت و انتظرت , ربما تلاحقنى هى من خلفى تنتظر بلوغى لحظة سكون , لنتحدث سوياً عن ما سبق بيننا و ما كان. ..عندما وصلت لنقطة فاصل, نسيت..فغفوت, عندما افقت لم أدر إن كان مازال بالإمكان أن نتواصل أم لا.. و لكننى حتماً لم يكن يمكننى البقاء هنا أطول من ذلك, فنهضت. واصلت سيرى بخطوات مرتابة, تخطو قدماى فوق ما لم أكن أعرف إن كان رملاً بالفعل أم مـــاء.
إعياء السير غلبنى. عرق يدخل إلى عيناى يدفعنى لأغمضهما, أفتحهما عن جديد , فأرى الصورة التى كنت قد رسمتها فى مخيلتى عن احضانك الدافئة , و صورتك الوجودية التى تعتلى الأفق , تصاحب لحناً ملائكياً أرتفع و ملء الوعى حياة. بالرغم من أن حياتك الآن فى غير مكان.
استحى من لحظات مرت على دون أن أذكر نفسى أننى قد نسيتك لأقل من لحظات. عندها أكون قد نسيت خاطر أنك ربما تلاحقييننى , و أنا لا أعى. اقف مرة أخرى..أتحسس صورتك بالأفق, شفتاك فى حركية كونية لا تتوقف, إدراكى الفقير لا يميز أن كانت بالفعل تلك كلمات..أم لا. أشعر بالعجز .
أغمض عيناى , و استعيض عنهما بقلبى. ربما تشعر روحى بالكلمات. لا أدر إن كان ما أشعر به هو حديثك بالفعل أم لا. الآن أشعر بالضلال.
اقف فى غير إستقامة..رويداً رويداً..أنحنى. أعبث الآن بالرمال تحت قدماى..تتخلل حباته ما بين أصابعى..فأميز الآن شعوراً مختلفاً لما ظللت أعبر فوقه , ربما ما ينقصى هو مزيد من التمييز للأشياء لتبدو على غير حقيقتها..ولا أكثر. اضل ثانية..فقد فقدت خطواتى إيقاعها المنظم.. و لم أعد اتوقف بين الحين و الآخر.. ربما رحلتِ أنت الآن و لم تعودى تتابعيننى و تنتظرى لحظة سكينة يبدأ عندها اللقاء. حيرتى تقتل ما بقى لدى من القدرة على مواصلة السير. أغيب عن وعيى للحظات , ابصر بهما ذلك العرض المسرحى , يوم أن ظللت أدورو ظهرى تلقاء مجهول , أعلم جيداً انه هنا و لكننى أخشى أن ألقاة..؟ استجمع الشجاعة و أستدير, أواجه مجهولى الذى ظللت اتحسب من رؤياه. افقد التعبير. و كأن مرآه نفسى قد انسحبت الآن من أمامى , فلم أعد أرى جيداً من أنا. انهرت تقريباً , غرست وجهى بين قدمىّ , و اسدل الستار.
افيق من غفوتى , على صوت أعرفة. بينى و بينه أمد بعيد, بينى و بينه..ذكرى.
حكايا لا تمحوها أيام و لا آلام و زهوات قدر لا يمكن ان تنسى و أمان لم يعد الآن بالأمكان.
أدركك الآن بنفسى و كيانى..لا أعلم إن كنت قد عبرت الفاصل بيننا أثناء منامى, أم أن توقفى مهد لك ملاحقتى , لبندأ اللقاء.
لا يهم.
أفقد الآن المفردات و الحروف . لا أعى شعوراً أو صبراً او عشقاً أو ولهاً . و لا أدر إن كان بالإمكان ان أصيغ أى كلام. اصّعد إلى وعى عال. يعلو فوق ذلك الضلال و الغيام , ارى حيرتى من بعيد سحاب ابيض و فراشات, تتللء صانعة بساط من مــاء.
حبيبتى, الآن عرفت..لقد عبرت حيرتى و وصلت لدربك حيث الإمكان. لم يكن يمكنك إدراكى و أنا ها هناك..فلم يكن ذاك هو المكان.
مرآتى التى فقدها , تعود إلى من جديد, تصاحبها إضاءة صباحية, تملء نور وجهك لمعاناَ..و تجعل لحياتى حياة.