الشرقاط, مدينة من حكايات وقمح..
الشرقاط.. مدينة أخذت إسمها على حين غفلة من التدوين، ولم تستشر أحدا به وكذلك لم تخبر أحدا عنه.. فقد اختلف حوله المفسرون، فمنهم من يقول: هو اسم آشوري (شيركاتا) وتعني (مدينة الذئاب) وآخر أيضا يرى أنه إسم آشوري: (آشارو- كات) أو(آشاور-كات) وتعني (غابة آشور) وهناك من يرى أنه أسمٌ غريب جاء مع التجار الذين مروا بهذه المدينة، وآخرون يرون انه إسم (لهجويٌّ) من اللهجات القديمة غير العربية التي سكنت هذه المنطقة.. والرأيان الأول والثاني أقرب إلى الصواب، وقد كانت تسمى على لسان شيوخ المنطقة بـ(المحطة) لأنها كانت محطة من محطات قطارات سكك الحديد العراقية.
إنها مدينة تربطها علاقات كثيرة مع نهرها (دجلة).. فمنها علاقات مودة فالنهر_ يقسمها إلى جانبين ويمر على قمحها وقطنها بهدوء، ومنها علاقات خرافية، فمثلاً هناك حكاية شعبية موروثة تقول: ((هذا النهر إذا لم يأكل في كل عام إنساناً من هذه المدينة فإنه سيغضب ويفيض)) وهنا تبدو واضحة آثار الأساطير القديمة، إذ أن الشرقاط كانت مركزاً لقلعة آشور..
إنها اليوم مدينة شعبية تزدحم الحكايات أمام بابها، فمن هذه الحكايات ما تأتي به الحطابات من البساتين والنهر، عن (السعلاة) مثلاً التي لها هيئة بشعة وأقدام من قماش.. أو عن (الأفرج الأقرع) الذي أكل الصغار الذين ينزلون إلى النهر.. أو (الهامة) التي تسكن البساتين، يأتين بهذه الحكايات لإخافة أبنائهن خوفا عليهم.. ومن الحكايات ما يأتي بها الدراويش عن أوليائهم، وحكايات أخرى عن مواسم الحصاد والزواج والموت، وهذا كله شكَّل إرثاً عميقا جعل من هذه المدينة منزلاً للغناء الريفي الحزين والمدائح النبوية ومختلف أجناس الآداب الشعبية التي أصبحت بدورها معيناً لشعراء وقصاصين مهمين من هذه المدينة على مستوى المشهد الأدبي العربي..
موقعها
تقع الشرقاط في مكان استراتيجي مهم يربط بين ثلاث محافظات وبالمسافة نفسها تقريباً..
فهي تقع على بُعد (115 كم) جنوب محافظة نينوى ، وعلى بعد (125 كم) شمال محافظة صلاح الدين، وعلى بعد (135 كم) غرب محافظة كركوك. وهذا الموقع أكسبها جانبا تجارياً، كذلك هي عبارة عن سهل غريني يصلح للزراعة لذلك هي مصدِّر جيد لهذه المحافظات ولكثير من المحاصيل كالقمح والشعير والقطن والسمسم وكذلك الفواكه والخضراوات ، غير أنها تتعرض في أوقات معينة لبعض الهبّاَّت الغباريّة لأنها تنفتح على مجال صحراوي من جهتها الغربية.. تبعُد الشرقاط عن بغداد العاصمة حوالي (320كم).. وعلى أية حال هذه المدينة هي قضاء كان تابعاً لمحافظة نينوى قبل أن تضاف بعض أطرافه الشرقية إلى كركوك، والآن هي تابعة لمحافظة صلاح الدين، وتستحق أن تكون محافظة من حيث المساحة والطبيعة
و هاي ترة مدينتي
اني ولادة قضاة الشرقاط