الى مسعود البرزاني .. الله مولانا ولا مولى لكم
قاسم سرحان
لجسر العباسي في اربيل يبقى شاهدا على عروبة وتركمانية مدينة اربيل الاشورية
في محاولة استفزازية لمشاعر العراقيين العرب المسلمين , وفي شهر الرحمة والبركة, شهر رمضان المبارك هذا الشهر الذي أنزل الله سبحانه وتعالى فيه القرآن الكريم على رسوله الاعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم, أمر مسعود البرزاني, وبعنجهية صهيونية عدوانية شرسة, تغيير ديمغرافية أربيل وطابعها الاسلامي التركماني العربي, الذي عرفت به على طول القرون والعهود الاسلامية الى الطابع القومي ((الكردستاني )) الذي لايحفظ له التأريخ وجودا حقيقيا في المدينة – أربيل - الى حقبة قرن من الزمن , وهذا ماتؤكده كلّ الوثائق العثمانية , وتأريخ الدولة العراقية الحديث المتعلق بمدينة اربيل الشمالية للعراق المحتل .
لقد أمر مسعود البرزاني بتغيير أسماء كلّ الجوامع والمساجد الاسلامية التي تحمل أسماء اصحاب الرسول محمد – ص – من العرب , واستبدالها بأسماء ومسميات تتفق مع التوجه القومي الكردي الجديد.
ذكر التقرير الذي نشرته مواقع الحزبين الكرديين وبعض مواقع الاحتلال, انّ مدينة اربيل تضم أكثر من 4 آلاف جامع ومسجد اسلامي في المدينة تحمل اسماء اصحاب الرسول محمد – ص- وبعض القادة الاسلاميين الكبار .
المتحدث بأسم رئاسة مايدعى اقليم ((كردستان)) برر هذا العمل الهمجي, بالخصوصية القومية الكردية, ومن ثمّ ألغاء كلّ مايربط العرب بالمدينة الكردية ؟!
حدثني أكثر من ضابط عراقي كبير خدم في مدينة اربيل في الاربيعينيات والخمسينيات من القرن الماضي مثبتا وقاطعا في حديثه لي : من انّ مدينة اربيل, وعند خدمتهم فيها – كعسكر- كانت تحمل الطابع التركماني, ومن هؤلاء الضباط الشيخ اللواء الركن عبد الامير عبيس, واللواء الركن مصطفى شريف , وغيرهم من ابناء الجيش العراقي الذي خدموا في مدينة اربيل .
المدينة – اربيل – وأن رغبت الاحزاب الكردية والملا مسعود برزاني بفصلها عن العراقيين العرب , تبقى مدينة اسلامية , كون انّ معظم من يعيش فيها من التركمان والاكراد والعرب يمثلون أغلبية اسلامية (( تبقى الاقليات غير المسلمة لاتمثل رقما يشار له في المدينة )) , وبالتالي فأن المدينة تحتفظ بطابع اسلامي , مثلما تحتفظ االفاتيكان بطابع مسيحي .
فالفاتيكان على سبيل المثال لم يغير اسماء حواري السيد المسيح لرغبة طليانية قومية او رغبة فرنسية او انكليزية قومية , فأسماء حواري السيد المسيح وأصحابه بقيت كما هي عليه , منذ ان نقلت اوربا الرسالة المسيحية عن الرومان والى الآن .
مسعود البرزاني يحارب الزمن ويحارب نفسه, في سبيل ان يضع له ولحزبه القبلي قدما في العراق الآشوري العربي التركماني , معتمدا على النهج الصهيوني الاستعماري في تغيير التأريخ وقلب الحقائق الوطنية العراقية التي تمثل حضارة أكثر من 12 الف عام في العراق العربي العمّوري السومري .
لانعرف حقيقية ماذا يريد ان يفعل مسعود البرزاني بتأريخ الحضارة العربية الاسلامية في اربيل ؟
فهل يريد أن يضع مقابل أسم الرسول العربي محمد – ص- أسم مايكل ؟
ماذا يريد ان يفعل السيد مسعود البرزاني ولجنته الصهيونية في شمال العراق لأسماء أكثر 4 آلاف جامع ومسجد اسلامي عربي يحمل اسماء اصحاب رسول الله ؟!
كيف سيتم تغيير اسماء الجوامع التي تحمل أسم الخليفة عمر ابن الخطاب, او عثمان او علي ؟!
فهل سيأخذ مثلا جامع ومسجد عمر ابن الخطاب أسم السفاح الكردي الشهير بدر خان ؟
هل سيتحول مسجد وجامع الرسول العظيم في أربيل الى جامع البرزاني الكبير؟!
ماذا سيفعل مسعود البرزاني بأسم نائب التحالف الكردي محمود عثمان ؟هل سيتحول أسم محمود عثمان الى ديفيد سلومان ؟
ماذ عن اسم مسعود برزاني نفسه , هل سيتحول أسم هذا المسعود حسب التوجه القومي الكردي في الابتعاد عن كلّ ماهو عربي وعراقي الى اسم : مستر هبي مسؤود ؟
ماذا يريد هذا الكاك المنتفخ جبنا وخيانة ورذيلة .....
لنفترض جدلا هنا انّ مسعود البرزاني قد نجح في تغيير اسماء الجوامع والمساجد في اربيل الى اسماء اجنبية او فارسية كردية ؟ نتسائل هنا ماذا سيفعل مسعود البرزاني لأسماء معظم ابناء الشعب الكردي المسلم الذي يحمل اسم عبد الله ومحمد وعمر وعلي ؟ّ!
هل سيفرض مسعود البرزاني قرارا – في ظلّ حكومة الاحتلال الامريكي – على الشعب الكردي في تغيير أسمائهم العربية الاسلامية, خدمة للمصلحة الوطنية القومية العشائرية البرزانية في اربيل !
ماذا يريد مسعود البرزاني بحقّ السماء ......
هل يريد مسعود البرزاني سحق الشعب الكردي في المنطقة ؟
هل يريد هذا المسعود بالاحتلال وأسرائيل القضاء على أسم الاكراد – هذا الشعب الاسلامي الطيب – في المنطقة العربية والاسلامية ؟
هل يدرك مسعود البرزاني حجمه بعد خروج الاحتلال الامريكي من العراق ؟
هل يعرف مسعود البرزاني انّ جلاد وجزار بشتشان جلال طلباني لايطيقه ولا يستسيغه ولا يرى فيه الا صعلوكا وعميلا صغيرا, يعمل من اجل مصالحه وعشيرته البرازانية في شمال العراق , وفي اربيل تحديدا .
هل يدرك هذا الغرّ البرزاني من أنّه بين نيران ثلاث دول عظمى تنتظر الوقت المناسب لسحقه وسحق جحوشه في شمال العراق .
هل يدرك هذا البرزاني وغيره من داعمي تيار الامبريالية والصهيونية في العراق, انّ الولايات المتحدة وأسرائيل نفسها تستخدمهما لمرحلة آنية ,وأنّ هذه الدول ستسغني عنهم في الوقت المناسب .
هل يدرك مسعود برزاني أنّ تركيا تمثل قوة عظمى في المنطقة , وهي تسبقه بعلاقات كبيرة مع الولايات المتحدة وأسرائيل نفسها ؟
هل يدرك مسعود برزاني وغيره من جحوش البشمركة انّ دستور العراق ومقرارات المنطقة الخضراء هي استراتيجية أمريكية , يمكن للولايات المتحدة تغييرها في الوقت الذي تجد فيه مصالحها مهددة في العراق .
هل يدرك مسعود البرزاني انّ عقوده النفطية مع الشركات الاجنبية في التنقيب عن النفط شمال العراق لاتمثل بئرا ولو بحجم بئر صغير في جنوب العراق, وهي بالتالي لاتمثل أهمية حقيقية للشركات الاجنبية – اذا كان البرزاني يطمح من خلال عقوده مع الشركات الاجنبية الى حامية دولية – ومصالحها في بلد عضو ومؤسس للأمم المتحدة مثل العراق .
مسعود البرزاني يقود الشعب الكردي المسكين الى كارثة , والشعب الكردي العراقي يدرك حجم الكارثة التي يقوده لها الحزبان الكرديان .
هذا واقع لايمثل الاقلية الكردية في العراق , بقدر مايمثل حقيقية مؤلمة لكل الشعب العراقي في ظلّ الاحتلال الامريكي .