لا تزال أصداء الحفل الذي من المقرر أن تحييه الفنانة أصالة نصري في اليمن اليوم بمناسبة عيد العشاق تلقى متابعة حثيثة من قبل مختلف وسائل الإعلام، بعد أن تلقت تهديدات بالقتل نسبت الى القاعدة، في حال قامت بإحياء الحفل، والغريب أيضاً تجاهل هذه التهديدات للفنان عصام كاريكا الذي من المقرر أن يحيي الحفل معها.
نبأ نيوز اليمنية نشرت خبراً نقلت فيه عن السيد مروان الخالد- مدير مهرجان عدن- منح الفنانة أصالة نصري فيللا تمليك في عدن، وتخصيص (15%) من ريع المهرجان لصالح أبناء غزة، و(15%) لصالح مرضى السرطان بعدن، في نفس الوقت الذي أكد فيه حضور الفنانة أصالة، وأضاف بأن عدن ليست قندهار الطالبانيين عليها وصايتهم.وقال مروان الخالد- في تصريح خاص لـ"نبأ نيوز": "أن المستثمرين لمدينة فردوس عدن التي تعتبر أكبر مشروع عقاري في الجزيرة العربية أعلنوا -أبلغوني شخصياً- بأنهم سيعطون الفنانة أصالة الفيللا رقم (1) في المشروع تكريما لدورها الريادي في الثقافة والفن العربي، وهي بمثابة هدية من المشروع واليمنيين، وسيتم التوقيع على عقد التمليك يوم الخميس القادم".
وأوضح- بشأن دعوات قيادات في حزب الاصلاح لمنع المهرجان: "إن ما حدث هو تطرف من بعض الفئات لاغراض سياسية وليست لاغراض دينية، لأنه لو كانت لاغراض دينية لحدثت في مناسبات أخرى كثيرة"، مؤكداً: أن "عدن مدينة احتفالات وأفراح، ومدينة فيها الكثير من الفعاليات"، متسائلاً: "لماذا الان بالتحديد؟ ألم تكن قبل فترة قريبة حفلة لنوال الزغبي ولفنانات أخريات، فلماذا لمّا تكون حفلة في عدن يصبح الموضوع كبير؟"
وقال: "إنهم يريدون أن تصبح عدن مدينة فوضى ومظاهرات وليست مدينة فرح، بينما عدن هي مدينة الفرح وصاحبة الدور الريادي منذ الخمسينات والستينات، والان عادت لدورها الريادي لكن هؤلاء لا يرغبون الا أن تكون عدن مدينة للموت وللحزن وللألم".
واشار إلى أن دعوات الرفض تمثل "موقف من بعض الافراد المعروفين، وهم كلامهم أو عدمه لا يبدل في الأمر شيء، ولا أحد يستطيع فرض الوصاية على الشعب.. فنحن لسنا في قندهار.. قندهار تبعد عنا الاف الاميال.. يمكن أن يطبق هذا الامر في دولة طالبان ولكن هنا لا.."
وحول إمكانية عدم حضور الفنانة أصالة، قال مروان الخالد: لقد تواصلت مع الفنانة وزوجها المخرج الكبير طارق العريان، وكانت سعيدة بما عرفت وتابعت من حفاوة من اليمنيين، واعتقدت أن ما يحدث هو أمر اعتيادي خصوصا وهي ونحن والجميع يعرف إن هذه الاحتفالات تقام في جدة ودبي وكافة الدول، ولا يمكن أن نكون نحن الدولة الاسلامية الوحيدة في المنطقة التي تقيمها".
ووصف محاولات "الاسلاميين" بأنها: "محاولة ضعيفة، وممجوجة لتكرار تجربة طالبان من بعض الافراد الطالبانيين فكرياً".
وأشار إلى أن المهرجان ستتخله تكريم شقة ديلوكس لأحد الحاضرين بعد أن يتم السحب عليه يوم الاحد، منوهاً إلى أنه "تم بعد تشاور إدارة المهرجان ومحافظة عدن والمجلس المحلي تخصيص 15% من ريع التذاكر لصالح أخواننا المحاصرين في غزة اضافة الى 15% من ريع التذاكر لصالح مرضى السرطان في عدن.
صراع شركات وراء التهديداتوعلى صعيد آخر نشر موقع صنعاء - الاشتراكي نقلاً عن مصارد مطلعة إن الصراع بين شركات الهاتف النقال في اليمن قد يكون وراء الحملة الدينية التي شنت على الحفل وترعاه عدة جهات بينها شركة واي للهاتف النقال التي أطلقت خدمتها قبل أشهر.
وشن وعاظ دينيون خلال الأسبوع الماضي حملة ضد الحفل المقرر لأصالة نصري والمصري عصام كاريكا وذلك عبر رسائل SMS وملصقات صغيرة وزعت على المحلات والمقاهي.
وحثت تعاليم الوعاظ التي بثت عبر خدمة يمن موبايل المواطنين على القيام بدور بارز لمنع الحفل واعتبرت مثل هذه الحفلات دعوة للمجون.
وقالت إحدى الرسائل إن الحفل تحضره "فنانة مشهورة بمجونها" واعتبر أنه "دعوة للتفسخ ومنكر جلل يجب التصدي له".
ورجحت مصادر "الاشتراكي نت" أن تكون شركات للهاتف النقال في اليمن مولت الحملة ضد الحفل الفني.
وفي تصعيد للحملة الدينية ضد حفل أصالة، ذكرت صحيفة الناس أن تنظيم القاعدة في اليمن هدد بقتل أصالة كما حصل للزعيمة الباكستانية بينظير بوتو التي اغتيلت في مدينة روالبندي خلال مهرجان انتخابي.
ويخشى أن يدفع تصاعد التهديدات ضد الحفل إلى إلغائه لأسباب أمنية وهو ما تستهدفه شركات الهاتف النقال المنافسة لشركة واي.
وبرزت أصالة نصري خلال سنوات قليلة لتصير أحد رموز الغناء العربي الحديث واستطاعت أن تحوز إعجاب جمهور عريض في المنطقة العربية. واتخذت لنفسها خطاً مستقلاً ابتعدت به عن امتهان الغناء المرتكز على الجسد والإثارة.
وبدأت اليمن في السنوات الأخيرة بالانفتاح على المحيط الفني العربي لتستقدم عدداً من المطربين العرب أقاموا حفلات فنية في العاصمة صنعاء منهم المطربة اللبنانية هيام يونس والسعودي محمد عبده واللبناني راغب علامة.
وكانت شركة واي للهاتف النقال وهي مؤلفة من تحالف خليجي استقدمت المطرب اللبناني راغب علامة ليغني في صنعاء لدى إطلاق خدمتها في تشرين الأول أكتوبر الماضي
أصالة:أصبت بالرعب لدى وصولي الى عدن
وعلى صعيد آخر كانت مصادر مقربة من أصالة قد أكدت وصولها بسلام الى عدن يوم أمس، كما عبرت أصالة عن مشاعرها قائلة بأنها أصيبت بالرعب أول ما وطأت قدماها مطار عدن بسبب الهستيريا التي أصابت أولادها، وأمها، وتحذيراتهم بتعرض حياتها للخطر بعد تهديدات تلقتها عبر البريد الإلكتروني وأخبار نشرتها وسائل الأعلام .
وكشف الفنانة السورية اصالة في المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس الأربعاء 13فبراير الجاري في مدينة عدن (جنوب اليمن) وسط إجراءات أمنية مشددة عن تخصيص 50% من مستحقاتها المالية لهذا الحفل لأطفال غزة المحاصرين والمرضى المصابين بالسرطان في مدينة عدن.
وأضافت نصري التي كانت تتحدث للصحافيين بفندق الشيراتون انها تلقت اربع رسائل تهديد عبر البريد الالكتروني بالقتل اذا هي غادرت وأصرت على إحياء الحفل الفني في اليمن الذي من المقرر ان تقيمه اليوم الخميس.
وتابعت ان رسائل التهديد اعتبرت الحفل الذي يصادف (عيد الحب) بأنها دعوة للمجون والدعارة وإلهاء للناس.
وأشارت الفنانة اصالة الى ان الضغط الشديد الذي سببه لها أطفالها ووالدتها بسبب التهديدات قد ضاعف من مخاوفها خصوصاً وان أطفالها كانوا قد أصابهم الرعب بعد ما كان زملائهم في المدرسة يحذرونهم من السماح لامهم بلذهاب الى اليمن كونها مهددة بالقتل.
ولفتت الفنانة اصالة نصري التي حظيت باستئثار أسئلة الصحفيين دوناً عن الفنان المصري عصام كاريكا الى ان حفلها لن يتجاوز الساعة والنصف وان رسالتها للعالم هي المحبة والسلام ، وانه لايوجد في فنها ما يخافه الناس وانه لايوجد في حفلاتها أي إغراء .
وتابعت: لقد فكرت في الانتحار مرات عدة بسبب حالة اليأس التي كانت تصيبني أحيانا لكنني تراجعت، وكان سماعي للموسيقى خصوصاً للفنانة فيروز الذي ينقذني ويحميني لان الموسيقى الشيء الجميل في حياتنا.
وعن موقفها من فتاوى التحريم للمهرجان التي أطلقها فقهاء في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض في اليمن قالت أصالة إنها سمعت بتلك الفتاوى :"لكن الذي عرفته أن أولئك من المتشددين الذين لا يقبلون الموسيقى والغناء وان بعضهم كان قد اتجه هذا الاتجاه لأغراض سياسية حزبية وغير ذلك..
مضيفة : بالنسبة لي كمطربة لي محبون في اليمن كما في كل الوطن العربي وكان لابد لي من استثمار الفرصة التي أتيحت لي للاقتراب من جمهوري وتحديدا دعوة منظم الحفل مروان الخالد التي تكرر تأكيدها خلال مشاركتي في مهرجان الدوحة بقطر من الإعلامي اليمني ياسر الشوافي الذي أكدت له وصولي لليمن في منتصف فبراير..
ووصفت الفنانة أصالة عدن بأنها قلعة من قلاع التنوير في دنيا الثقافة والفن في بدايات ومنتصف القرن حيث علمت أن كبار النجوم العرب مثل فريد الاطرش ومحرم فؤاد ونجاح سلام وشكوكو وشفيق جلال وطلال مداح زاروا عدن وبشكل عام زار اليمن عبدالحليم واسماعيل ياسين وغيرهم بعد انتهاء حرب اليمن..
وتابعت :ثم إن عدن تحديدا كانت مستقرا لفترة طويلة للشاعر الفرنسي العالمي رامبو وللشاعر العراقي سعدي يوسف أما ادونيس فله تلك القصيدة الشهيرة "المهد" التي يقول فيها:
(علي احمد سعيد.. اسم يماني..
قيل لي هذا مرارا
والاسم في قصر غمدان يشهد لي)
كذلك عاش فيها الشاعر السوري سليمان العيسى.
السبت 16 فبراير 2008, 6:42 pm
